لم تمهل النقابة الوطنية للتعليم، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، محمد حصاد الوزير الجديد للتربية الوطنية والتكوين المهني، طويلا، فقد أعلنت عن تنظيمها لمسيرة احتجاجية يوم 23 أبريل الجاري، لتجديد تأكيدها بالمطالب المعلقة للشغيلة التعليمية، "أنفاس بريس" التقت بعبد اللطيف قيلش، القيادي بنقابة نوبير الأموي وأجرت معه الحوار التالي:
+ ما هي أسباب الدعوة إلى المسيرة الاحتجاجية لـ 23 أبريل الجاري، في هذا التوقيت بالضبط قبل حتى صدور برنامج الحكومة الجديدة، خاصة وأن وزير التربية الوطنية والتكوين المعين ما زال حديث العهد بالقطاع؟
– إن المسيرة الاحتجاجية المقررة يوم 23 أبريل 2017 بمدينة الرباط، جزء من البرنامج النضالي المسطر من طرف المجلس الوطني للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والذي ابتدأ بالمسيرات الجهوية يوم 18 دجنبر 2016. فدواعي هذه المسيرة هو الوضع المأزوم الذي يعيشه التعليم العمومي، الذي يتعرض إلى تخريب ممنهج من خلال العديد من القرارات والإجراءات (التوظيف بالتعاقد، فصل التوظيف عن التكوين، الإجهاز على المجانية – الشراكة عام/ خاص..)، والخصاص في هيئة التدريس وصل إلى 30.000، و350.000 تلميذ(ة) يغادرون المدرسة سنويا.
هناك مخطط يرمي إلى تخلي الدولة عن ضمان الحق في التعليم وإخضاعه لمنطق السوق، وهذا خطر يهدد التماسك الاجتماعي ويكرس التفاوتات الاجتماعية ويعمق الانتقاء والنخبوية.وهناك تجاهل لمطالب مختلف الفئات التعليمية المتضررة والتي تعاني من الحيف.إن المسيرة هي من أجل إنقاذ المدرسة العمومية، ودق ناقوس الخطر الذي يهدد الوطن.إنها مسيرة من أجل تحميل الدولة مسؤوليتها لتتوفر الارادة السياسية للإصلاح الحقيقي.
+ يلاحظ أن خرجة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل كانت عبر "رسالة" إلى الشغيلة التعليمية من جهة، و"نداء" إلى عموم المواطنين من جهة أخرى.. فما هي ميساجات الكونفدرالية التي تريد أن تبلغها عبر الآليتين؟
– نعم وجهنا رسالة إلى الشغيلة التعليمية للانخراط بقوة في هذه المسيرة دفاعا عن مطالبها المشروعة والعادلة، والاحتجاج على عدم تنفيذ ما تبقى من اتفاق 26 أبريل 2011 (إحداث درجة جديدة، التعويض عن العمل بالعالم القروي..) والاحتجاج على ضرب الحقوق والمكتسبات، وعلى رأسها القانون المشؤوم للتقاعد والدفاع عن الحريات النقابية ضمنه الحق في الإضراب، وفتح حوار قطاعي للاستجابة للمطالب المشروعة والعادلة لمختلف الفئات، وإخراج نظام أساسي منصف وعادل يستوعب القضايا العالقة، والمشاكل المطروحة.
الرسالة الموجهة إلى عموم المواطنين، باعتبار أن قضية التعليم قضية مجتمعية، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته، وفي المقدمة أمهات وآباء التلاميذ للدفاع عن حق بناتهم وأبنائهم في تعليم عمومي جيد ومجاني، التعليم هو القاطرة نحو التقدم وهو مرتكز التنمية والنهضة المأمولة. فقوة حضارات الشعوب تستمد من المكانة التي تحتلها المعرفة والعلم والفكر في المجتمعات، تنهار الحضارات وتندثر الشعوب حين يصل تعليمها إلى الحضيض، وتتحول المدارس والجامعات إلى إنتاج البؤس والانحطاط.. لذلك نتوجه إلى كل مناصري التقدم لإنقاذ المدرسة العمومية.
+ هل نسقتم في إطار مبادرتكم الجديدة هذه (المسيرة الاحتجاجية ) مع المركزيات النقابية الأخرى؟
– هذه المبادرة النضالية، التي تخوضها النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، جزء من برنامج نضالي سطره المجلس الوطني بعد تقييمه بالقراءة والتحليل للوضع التعليمي الذي يشكو من أزمة بنيوية ومركبة، تتطلب منا أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية لمواجهة مخطط التدمير الذي يستهدف التعليم العمومي.
إن النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) موقع مسؤوليتها يفرض عليها خوض النضال للدفاع عن المدرسة العمومية وتحصين المكتسبات والحقوق.
أنفاس بريس : حاوره: مصطفى لبكر
اترك ردا